فيما كانت الأطراف والكرات العرضية مشكلة الزمالك الأساسية في الموسم الماضي، تأتي جميع الهزائم الحالية في الدوري الممتاز من خلال ثقب ضخم في قلب ملعب الزمالك، على الرغم من كونه المركز الأكثر تطعيما بلاعبين جدد.
واستقبلت شباك الزمالك سبعة أهداف، جاء ستة منهم بعد تحركات طولية ومن خلال تسديدات أطلقت من منصة لا يزيد طولها عن 25 مترا تبدأ من الثلث الأخير للملعب وتنتهي عند نقطة الجزاء - مثلما يوضح الشكل اعلاه - فيما جاء هدف وحيد إثر كرة عرضية.
وسجل أبعد الأهداف أحمد المحمدي لصالح إنبي في مباراة الافتتاح، فيما أحرز علاء كمال للمقاولون العرب وعمرو السولية للإسماعيلي من على حدود المنطقة.
وأخيرا تلقت شباك محمد عبد المنصف ثلاثة أهداف من داخل الصندوق وقبل نقطة الجزاء من توقيع دودزي دوجبا في لقاء الجيش، ومحمد سمارة في مباراة المقاولون العرب، والسيد حمدي في الصدام مع بتروجيت.
وأجمع المحللون في القنوات الفضائية الرياضية على أن فشل لاعبي ارتكاز الزمالك في أداء الدور الدفاعي هو السبب الأساسي في الخسائر الثلاث التي تلقاها الفريق، مع تحميل جزء أقل من المسؤولية لأفراد الدفاع ومحمد عبد المنصف.
وأرجع نجوم الزمالك السابقين أيمن يونس وإبراهيم يوسف الأهداف التي ولجت الشباك البيضاء في مباراتي طلائع الجيش والإسماعيلي إلى ضعف الضغط في منتصف الملعب، فيما أكد النجم علي أبو جريشة أن خسارة بتروجيت جاءت بعد تفوق أحمد شعبان ومحمد شعبان ارتكازي الفريق على نظيريهما في الزمالك.
تدعيم وغياب الانسجام
وتظهر مسؤولية لاعبي الارتكاز واضحة من خلال استعراض مراكز اللاعبين الذين سجلوا الأهداف الستة، إذ أحرز مهاجمان فقط (حمدي ودودزي)، فيما تكفل بتسجيل الأهداف الأربعة الباقية لاعبون من أفراد خط وسط الفريق المنافس، توغلوا وسددوا بلا مضايقة حقيقية.
وانتبه الزمالك منذ الموسم الماضي إلى الثغرة الموجودة في وسط الملعب وعمد إلى علاجها على الرغم من أن أهدافا كثيرة تلقاها الزمالك الموسم الماضي كانت بسبب فشل المدافعين في التعامل مع الكرات العرضية وضربات الرأس.
واستغنى النادي الأبيض عن لاعبي الارتكاز محمد أبو العلا وعلاء عبد الغني إضافة إلى الظهير الأيسر أسامة حسن الذي حاولت الأجهزة الفنية المتعاقبة الاعتماد عليه في هذا المركز.
حسن مصطفى ورفاقه أسباب المشكلة
ووظف ميشيل ديكاستل المدير الفني السابق هاني سعيد في هذا المركز طوال النصف الثاني من الموسم الماضي، بجوار أحمد عبد الرؤوف والصاعد أحمد الميرغني إضافة إلى ضم إبراهيم صلاح ارتكاز المنصورة.
ولحق بهؤلاء الصيف الماضي كل من حسن مصطفى لاعب الأهلي السابق، وإبراهيم أيو لاعب الارتكاز الغاني الدولي. كما خاض النادي الأبيض مفاوضات لم يكتب لها النجاح مع حسام غالي ومحمد شوقي.
ورغم ثقل الأسماء السابقة، فإنهم فشلوا في تحقيق الانسجام مع بعضهم البعض بسبب غياب التفاهم بين كل لاعب وزميله الذي يلعب بجواره للمرة الأولى.
وحتى بعد مرور ست مراحل من المسابقة، لايزال الانسجام غائبا بسبب تغيير تركيبة الارتكاز في كل مباراة عن سابقتها، ما جعل مؤشر التفاهم يتوقف عند رقم صفر.
وبدأ ديكاستل المباراة الأولى أمام إنبي بحسن مصطفى وعبد الرؤوف مع دخول الميرغني في الشوط الثاني، فيما أقحم ميشيل في المباراة السادسة إبراهيم صلاح ورحيم أيو مع خروج الميرغني ومصطفى تماما من القائمة.
الدفاع والحارس
جزء من مسؤولية الأهداف التي تسكن مرمى الزمالك عن طريق التسديد يتحملها أيضا أفراد الدفاع وعبد المنصف لأسباب مختلفة.
ودأب مدافعو الزمالك على التقهقر في مواجهة اللاعبين المنطلقين من منتصف الملعب بدلا من مواجهتهم، ما يوسع من حجم الثقب ويمنح لاعبي الوسط المهاجمين حرية استلام الكرة وتوجيهها.
ولفت مجدي عبد الغني لاعب الأهلي ومصر السابق الأنظار إلى هذا الأمر خاصة في مباراة المقاولون العرب، التي قال فيها إن ثلاثي الدفاع لا ينسق مهمتي التغطية والضغط فيما بينهم، واصفا تمركزهم بأنه "تواجد عددي بلا رقابة حقيقية".
وربما ساهمت طبيعة المركز الأصلي للثلاثي هاني سعيد ومحمود فتح الله وأحمد مجدي الذين بدأوا الموسم في هذا التقهقر. ففتح الله في الأساس ظهير حر، وليس ظهيرا ثالثا، فيما تألق مجدي في مركزي "الليبرو" والارتكاز ويلعب دورا جديدا في مركز "المساك".
منصف يتحمل قدرا من المسؤولية
عبد المنصف يتحمل أيضا جزء من المسؤولية بسبب التكنيك الحركي في التعامل مع التسديدات البعيدة.
وتظهر كاميرات الإعادة التليفزيونية عبد المنصف دائما وهو يقفز من الثبات حينما يحاول التصدي لتسديدة بعيدة، بدلا من محاولة التحرك خطوة أو خطوتين في اتجاه القائم أولا.
قفزة عبد المنصف عادة ما تساعده على بلوغ الكرة إذا لم تكن في أقصى زاوية المرمى، ولكن الوثبة – مهما طالت – لا تستطيع أن توقف الكرة حينما تذهب في الشباك الجانبية مثل كرات السولية وحمدي وسمارة.